حوار: طالبة دكتوراه بكلية العلوم بتطوان تناقش خطر البلاستيك وذهولها بعد اكتشاف جزيئات بأحشاء الأسماك

ناقشت الطالبة  “مريم أحشتي” أطروحة دكتوراه متعلقة بظاهرة “التلوث المائي بالبلاستيك والمعادن الثقيلة والهيدروكاربورات” ، السبت 31 أكتوبر 2020 ، داخل كلية العلوم بتطوان التابعة لجامعة عبد المالك السعدي.

و بعد العرض والمناقشة، قررت اللجنة العلمية وبحضور عميد الكلية عبد اللطيف مكرم، وبعد المداولة، قبول الأطروحة شكلا، وفي الموضوع منح الطالبة درجة الدكتوراه في العلوم بميزة مشرف جدا.

ومن أجل تنوير الرأي العام حول مضمون هذا البحث الفريد من نوعه بالمغرب أجرت صحيفة “البحر24”  حوارا خاصا مع الباحثة مريم أحشتي بشعبة البيولوجيا تخصص علم الأحياء البحرية، هذا نصه: 

بداية ماهي أسباب ودوافع اختيار هذا الموضوع ؟

مريم أحشتي : إن موضوع البحث كان عبارة عن دراسة حول “ميكرو بلاستيكات والملوثات الكيميائية” التي يمكن أن تتواجد بالأسماك في منطقة المضيق الفنيدق . ولم يأتي هذا البحث بالصدفة بل خلال البحث الذي قمت به بمرحلة الماستر حول موضوع أخر متعلق ب “إمكانية تربية الأسماك” ما بين ” الفنيدق وواد لوو ”  حيث كنا قد وجدنا حينها خلال خرجات ميدانية الكثير من البلاستيك وخصوصا القطع الصغيرة أو ما يسمى بالميكروبلاستيك (بلاستيك أصغرمن 5mm) تطفو في كل مكان و بألوان مختلفة، إضافة إلى ذلك ومن المحفزات التي دفعتني لاختيار الموضوع  هي قدوم “الباخره تارا اكسبديشن” والتي حطت بمدينه طنجة سنة 2014 من أجل دراسة علمية متعلقة بالملوثات البلاستكية وخطورتها على البيئة البحرية … فقررت حينها  خوض هذه المغامرة ودراسة هذه الملوثات داخل مياهنا البحرية خصوصا أن المغرب يطل على واجهتين بحريتين وهو مكان جدير بدراسة الموضوع.

كيف كانت بداية البحث ؟

مريم أحشتي : بداية كما قلت رأيت في الموضوع أهميه كبيرة  وهو موضوع الساعة فقررت دراسته، وانطلقت من أسئلة وفرضيات (هل الأسماك تأكل هذه الملوثات ؟ هل نحن لما نتغذى على الأسماك نأكل و نتأثر بها ؟ ) وغرها من الإشكالات المحورية … ولكن أثناء البحث تفاحات بوجود ملوثات أخرى على سطح الماء إضافة إلى القطع البلاستيكية التي تؤثر بشكل سلبي فقمنا بإجراء عدة تجارب عليها بالمختبرات لنرى هل هذا البلاستيك قادر على خلق ملوثات داخل الجسم. فقمنا بدايه بإجراء تجارب في المختبر لنرى هل فعلا هذا البلاستيك قادر على تثبيت الملوثات الكيميائية ، ثم مررنا إلى الأسماك لرؤية ما إذا كان هناك تواجد البلاستيك في جهازها الهضمي أولا، وبعد ذلك  قمنا بتحليل لحومها وقياسي المعادن الثقيلة والهيدروكربونات.

وتؤكد المتحدثة : أنا افترضت فعلا أن هذه القطع البلاستيكية ترفع من مستوى الملوثات الكيميائية لدى الكائنات الحية البحرية، لكن في نفس الوقت كنت أفكر في احتمال اخر وهو وكيف إذا أخذت هذه الأسماك ولم أجد البلاستيك ماذا افعل هل سأغير منحى البحث؟ .. فإذا بي  أتفاجئ بالكمية الهائلة التي تحملها أحشاء هذه الأسماك… مما دفعني للاستمرار في البحث حتى النهاية.

 

أثناء البحث .. هل وجدت دراسات مشابهة ؟

مريم أحشتي : بالنسبة للدراسات المشابهة فقد وجدت دراسات وبحوث أجنبية لكنها قليله وكانت حول المواد السامة المتواجدة بالبلاستيك التي تؤثر على المنتجات البحرية وأخرى حول تواجد ما يسمى بالفطريات البحرية  و “الفينول1 ” وغيرها كانت عبارة عن تحاليل مخبرية لكن موضوع دراستنا نحن كان الأول من نوعه وخصوصا على الصعيد الوطني بالمغرب حيث جمع ما بين أربع مكونات هامه وهي الأسماك، الميكروبلاستيك، المعادن الثقيلة، والهيدروكربونات. وكان فعلا عملا كبيرا وكنا نتمنى أن نشتغل فيه بعدة أبحاث نقوم بها بالتوازي مع أبحاث أخرى لمعرفة العديد من المعلومات حول الموضوع . لكن الوقت كان لا يسمح فنحن ركزنا على المعادن الثقيلة والهيدروكربنات.

 

ما هي الصعوبات التي واجهتكم أثناء البحث ؟

مريم أحشتي : طبعا واجهتنا صعوبة كبيرة وهي أولا عدم وجود دراسات سابقة مشابهة وهذا كان من أول المشاكل لهذا اسميتها مغامرة في البداية لان ذلك تطلب منا جهودا كبيرة وخصوصا بالمختبر وساعات طويلة للتجارب لمعرفة عده عوامل فيزيوكيميائية على هذا التثبيت للمواد السامة على البلاستيك. والعمل كان مقسما حول ثلاث مختبرات كذلك لم يكن بالشيء الهين لان التنقل اليومي كما نعرف عبارة عن مجهود معنوي ومادي خصوصا وأننا كنا ننتقل ما بين المضيق وكلية العلوم بتطوان ثم إلى طنجة ثم إلى المعهد العالي للصيد البحري بطنجة و إلى إسبانيا  كذلك وأخص بذكر المعهد الأندلسي العالي للدراسات البحرية الذي كان له دور كبير في إجراء الأبحاث الأولى حول المعادن الثقيلة.

هل تلقيتم تحفيز أو أية مساعدات من جهة ما ؟

مريم أحشتي : نعم هذا البحث فاز بالمركز الثالث في مؤتمر SACMA Simposio Científico de) Alumnos de la Facultad de Ciencias del Mar y Ambientales) ، و استفدنا كذلك من منحة التميز من قبل المركز الوطني للبحث العلمي والتقني (CNRST) التابعة لبرنامج المنح للتميز الدراسي (PBER) ، وكذلك تلقينا  منحة الأطروحة تحت الإشراف المشترك المقدمة من طرف Aula Universitaria del Estrecho ) AUE ) وهي الغرفة الجامعية للمضيق والتابعة لجامعة كادس الإسبانية.

 

ختاما ..  ما هي الأفاق والقيمة المضافة لهذا البحث في مجال الصيد البحري ؟

مريم أحشتي : البحث فتح عده أفاق لدراسة أخرى حول اخذ عينة من الأسماك والبحث أكثر في خصوصياتها وكيفيه ابتلاعها للبلاستيك وهذه مواد سامه ثم كذلك دراسة ما يسمى بــ “لاسينتيك” ودراسة العلاقة بين البلاستيك والمعادن الثقيلة ثم ما بين البلاستيك والهيدروكربورات… هذه عده دراسات لم يسمح الوقت بالتوقف عندها. نحن قمنا فقط بدراسة منطقة المضيق ممكن أن نطبق نفس الدراسة على مناطق بحرية أخرى من شواطئنا خصوصا ان المغرب يمتاز بالواجهتين البحر الابيض المتوسط والمحيط الاطلسي والعديد من الثروات السمكية.

البحر24

أضف تعليق