البحر نيوز
استقبلت قاعة المحاضرات التابعة للكلية المتعددة التخصصات بالعرائش أمس الثلاثاء 06 يونيو 2023، أشغال لقاء علمي، ركز على مستقبل الوضعية البيئية للمصايد البحرية في أفق سنة 2050، بتنشيط من البروفسور “بابلو بريزا مرتنيز” القادم من كلية العلوم والبحار، بجامعة دي فيغو إسبانيا.
ودقّ الخبير الإسباني المهتم بالمصايد البحرية وتربية الأحياء المائية، ناقوس الخطر بخصوص المصايد الطبيعية، عبر تقديم مجموعة من المؤشرات الرقمية، الناتجة عن دراسات ميدانية بما تتيحها من مقارنة، في ظل الضغط الكبير على هذه المصايد، بفعل الطلب المتزايد، حيث أن الإنتاج البحري يوزاي في المتوسط 20 كيلوغرام للفرد سنويا، فيما يتطلع المغرب كبلد بحري من خلال إسترتيجيته القطاعية الأولى “أليوتيس” على رفع حجم الإستهلاك المحلي إلى حدود 16 كيلوغرام للفرد.
وأكد البروفسور، أن الطلب المتزايد تعكسه مجموعة من المؤشرات الرقمية المخيفة، المرتبطة بتداول المنتوجات البحرية، وهو ما يجعل التصور المستقبلي أكثر رهبة، بالنظر للزيادة المطردة لساكنة العالم في أفق 2050، التي من المنتظر أن تصل إلى 9 مليارات نسمة، وكذا التغيرات المناخية، وتأتيرها على النظم الإيكولوجية، وهو المعطى الذي يفسّر توجّه الكثير من الدول الإستراتيجية تحو حماية مصايدها التقليدية، والإستثمار في تربية الأحياء المائية كخيار هام، يعوّل عليه العالم في المستقبل القريب، للتموقع كمزود رئيسي للسوق الدولية بالأسماك والمنتجات البحرية البديلة.
في تصريحه لجريدة البحرنيوز أكد البروفيسور بابلو على أهمية الدراسات العالمية المنجزة و الجادة، من خلال العمل على نشرها بين الفئات المستهدفة، من أجل مساهمة جميع مكونات المجتمع المنتجة والمستهلكة، وكذا الجهات المسؤولة على قطاع الصيد البحري، في اتخاذ قرارات جريئة للحفاظ على ثرواتنا البحرية المهددة بالإنقراض، وكذا اعتماد مبدإ الاستدامة والتفكير في الأجيال القادمة. مشيرا في ذات السياق إلى أن مجموعة من الدول توجهت نحو البدائل ، وباتت تنتج أزيد من خمسين في المائة من الإنتاج العالمي من منتوجات تربية الأحياء المائية، من بينها الصين الشعبية، والنرويج، التايلند، والسويد…
من جانبه أوضح هشام الشعيري رئيس شعبة الصيد وتربية الأحياء المائية بالكلية المتعددة التخصصات بالعرائش في تصريحه للجريدة ، ان أشغال اليوم الدراسي العلمي جاء في إطار التعاون بين جامعة عبد المالك السعدي وجامعة دي فيغو الاسبانية، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للبيئة الذي يصادف 05 يونيو من كل سنة. وذلك بهدف تسليط الضوء على محيطنا وبيئتنا البحرية، لوقايتها وتجنيبها للمخاطر المستقبلية، مع ضرورة اعتماد مخططات لتفادي التحديات الحقيقة التي تواجه المصايد على المستويين المتوسط والبعيد في أفق 2050.
ويحسب للمغرب، توجهه نحو تبرية الأحياء المائية كورش إسترتيجي ، حتى وإن كان هذا الخيار، يواصل مواجهة الكثير من التحديات ، لكن الإرادة السياسية واضحة، سواء على مستوى القنوات الرسمية التشريعية ، وكذا على مستوى الفاعلين، في غتجاه إيلاء إهتمام خاص لهذا الورش الهام، من خلال إعتماد مخططات واضحة والإستثمار في تحفيزات القطاع الخاص لإستقطاب مستثمرين على المستوى المحلي او الدولي وتحفيز الشباب على الإنفتاح على هذا المجال مع إعتماد تكوينات لتأهيل العنصر البشري. كلها معطيات تبرز اليوم أن هناك رؤيا مبنية على خارطة طريق واضحة، تؤكد ان المغرب بما يملكه من إمكانيات بحرية، تجسدها سواحله الممتدة متوسطيا وأطلسيا، هو عازم على وضع موظئ قدم في غداء المستقبل المرتبط بمنتوجات تربية الحياء المائية.
يذكر أن اللقاء حضره كل من عميد الكلية بالنيابة، ورئيس شعبة الصيد وتربية الأحياء المائية، ورئيس شعبة لبيولوجيا، المسؤول عن مصلحة الإرشاد البحري بمعهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش، المسؤول عن مركز البحث في الصيد البحري بامسا، ودكاترة باحثين في التنظيم المهني البحري ، وطلبة شعبة البيولوجيا.