أخنوش يطالب بوقف الترخيص لجرف رمال البحر.

JarfRimalBig
جريدة الصباح : الاثنين 22 سبتمبر 2014 08:13

كشف عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري عن حقائق وصفت بـ»الخطيرة»، تتعلق بالآثار السلبية التي تلحقها عملية جرف الرمال بالثروة السمكية. وقال أخنوش، جوابا عن سؤال كتابي، وجهه إليه عادل بنحمزة، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب حول المشاكل التي تعيق نشاط الصيد البحري ببعض شواطي المغرب، نظير المهدية، خصوصا مشكل جرف الرمال الذي يتم استغلاله بطريقة عشوائية، إن «وزارة الفلاحة والصيد البحري على إلمام بهذا الموضوع، وبالآثار السلبية والسوسيو اقتصادية التي تترتب عن هذا الاستغلال المفرط والعشوائي، التي أكدها أيضا المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، من خلال تقرير مفصل في الموضوع، يبين أن جرف الرمال البحرية يلحق ضررا فادحا بالبيئة والحياة البحرية، عبر تخريب التوازنات البيئية الضرورية لاستمرار توالد الأسماك، وأيضا اختناق حقول المرجان الأحمر الذي يعد نوعا حساسا للغاية لتعكير المياه الناتج عن أنشطة الحفر، ناهيكم عن الآثار السلبية للتجريف على الصعيد السوسيو اقتصادي على السكان المحليين والصيادين والغواصين».

وطمأن أخنوش النائب بالقول «أخبركم أنه قد تمت مراسلة وزير التجهيز والنقل مرتين في هذا الشأن، ومطالبته بإيقاف مشروع طلب عروض استغلال الرمال البحرية القعرية في أربع مواقع، هي منطقة تهدارت، جنوب وشمال الدار البيضاء، وشمال الصويرة، وكذلك تحديد تاريخ اجتماع طارئ بين الوزارتين لحل هذه الإشكالية».

وأكد أخنوش في معرض جوابه، الذي حصلت «الصباح» على نسخة منه، أن «عملية جرف رمال البحر، عملية تقنية تستعمل آليات ضخمة، وتجرف كميات هائلة من الرمال، وبالتالي يمكنها أن تسبب في تغييرات إيكولوجية بالوسط البحري، وتنعكس سلبا على الوسط البحري، وعلى الكائنات التي تعيش وتتوالد به، علما أن السواحل المغربية، خاصة منها الموجودة على المحيط الأطلسي، تتميز في أغلب المناطق بوجود ثروات نباتية وحيوانية مهمة، وبها مناطق للتوالد حساسة جدا».

وأوضح وزير الفلاحة أن «عملية جرف الرمال يمكنها أن تؤدي إلى تدمير مناطق التوالد، إذا تم جرفها، أو جرفت مناطق بجوارها، خاصة أن السواحل المغربية الأطلسية، تتميز بوجود عدد مهم من مناطق التوالد لعدة أنواع من الأسماك والكائنات القاعية، كرأسيات الأرجل وغيرها».

وكشف أخنوش أن عملية جرف الرمال بمسالك الأسماك المتنقلة، تنتج عوائق لتنقلها في مسالكها وترغمها على البحث عن مسالك أخرى، وهنا ذكر المسؤول الحكومي، بأن منطقة طنجة أصيلا، تعتبر مسلكا مهما لأسماك التونة المتنقلة والحساسة جدا، إذ تقوم هذه الأسماك سنويا، بين شهري ماي ويونيو بالتنقل بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، وذلك من أجل التوالد والبحث عن التغذية الملائمة. كما تتوفر هذه المنطقة على ثروات مهمة ومساحات هائلة من المرجان الأحمر كثير الحساسية، مضيفا أن «عملية جرف الرمال لها كذلك تأثير على هيدرودينامية مياه المنطقة المستهدفة، ويمكنها أن تؤثر على جودة المياه إذا كانت الرمال تحتوي تسممات كيميائية أو بيولوجية تنتقل خلال هذه العملية إلى المياه البحرية وتؤثر على جودتها».

وحذر أخنوش زميله في الحكومة عزيز رباح الذي يتأهب لمنح تراخيص جديدة لجرف رمال البحر، من خطورة العملية، خصوصا أن «هذا النوع من المشاريع، إذا لم يأخذ بعين الاعتبار كل هذه التأثيرات، فسينعكس سلبا على المناطق التي يتم جرفها والمجاورة كذلك، ويؤدي إلى تدهور الحالة الإيكولوجية للساحل، وللثروات البحرية والصيد البحري».

 

أضف تعليق