فاو: دليل أعماق البحار الجديد يوفر معلومات تفصيلية للصيادين.

fao-big
كتب : محمد غانم و إسلام عبد الهادى
الأربعاء 28.05.2014 – 12:21 م

أكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “FAO”، أن “سلسلة دليل أعماق البحار الجديدة التي أعدتها ستساعد على توفير معلومات أكثر تفصيلاً للصيادين، مما سيمكن البلدان من أن تكون في وضع أفضل لتطبيق المبادئ التوجيهية الدولية التي استصدرتها المنظمة لإدارة مصايد الأسماك في أعماق أعالي البحار، متضمنة توصيات صون وإدارة النظم الايكولوجية الهشة”.

وقالت المنظمة إنه الممكن أن تتضرر أسماك القرش ومجموعات معينة من الإسفنجيات و الشعاب المرجانية في المياه الباردة بفعل مراكب صيد الأسماك ذات شباك الجر في مصايد أعالي البحار، وفي أعماق تتراوح بين 200 و2000 متر.

وفي معظم الحالات، فإن معدل نجاة هذه الأنواع في أعماق البحار تظل إمكانية واطئة بعد إطلاقها ثانية. ويتيح عدد قليل من البلدان حالياً معلومات مفصلة عن الصيد العَرَضي في أعماق البحار، مما يجعل من الصعب الإحاطة بالآثار المترتبة على عمليات هذه المصايد بالنسبة للنظم الايكولوجية البحرية الهشة.

وتشير الخبيرة يوهان فيشر، الإخصائية ببرنامج “تحديد الأسماك” (FISHFINDER) لدى منظمة “فاو”، إلى أن “هناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنواع الغريبة والرائعة في جوف المياه، وهي تؤدي دوراً هاماً في النظم الايكولوجية بأعماق البحار”. لكن العلماء والصيادين على حد سواء، وفقاً لخبيرة “فاو”، يمكن أن يجدوا صعوبة في التعرف عليها بالقليل المتاح اليوم من أدوات تحديد الهوية، ويميلون عوضاً عن ذلك إلى تصنيف الأنواع جزافاً على أنها “كلها أسماك قرش من أعماق البحار” لدى الإبلاغ عن هوية مصيدهم.

وعموماً، يأتي الإبلاغ عن صيد الأسماك الغضروفية، من أسماك القرش والشفنين والزعنفيات والكيميرا – وجميعها ذات هياكل غضروفية لا عظمية – أقل كثيراً بالمقارنة من الإبلاغ الجاري عن صيد الأسماك العظمية الهيكل.

وعلى الصعيد العالمي، أمكن في عام 2011 تحديد 36 بالمائة فحسب من مصيد الأسماك الغضروفية في جميع أنواع مصايد الأسماك، على مستوى الأصناف أو النوع مقارنة بما يتجاوز 75 بالمائة من الأسماك العظمية.

وتضيف خبيرة تحليل الثروة السمكية جيسيكا ساندرز، لدى منظمة “فاو”، بالقول “إننا في حاجة الى صورة أوضح لما يجري، وهذا ينطبق بخاصة على البحار العميقة”، مضيفة أن “سلسلة دليل أعماق البحار الجديدة التي أعدتها “فاو” ستساعد على توفير معلومات أكثر تفصيلاً للصيادين، مما سيمكن البلدان من أن تكون في وضع أفضل لتطبيق المبادئ التوجيهية الدولية التي استصدرتها المنظمة لإدارة مصايد الأسماك في أعماق أعالي البحار، متضمنة توصيات صون وإدارة النظم الايكولوجية الهشة”.

وتدعم المنظمة تنفيذ ممارسات الإدارة المستدامة لمصايد الأسماك، حسبما ترد في المبادئ التوجيهية الدولية التي عممتها، من خلال برنامج واسع النطاق لمصايد الأسماك في أعماق البحار، يشتمل على تحسين الإبلاغ والبيانات اعتماداً على تطوير أدلة تحديد الصنف، وبرامج التدريب.

وإذ تعد المحيطات العميقة أكبر الموائل البيئية قاطبة على وجه الأرض، حيث تغطي نحو 53 بالمائة من السطح البحري، عكف صيادو الأسماك في العقود الأخيرة على الاستغلال المتزايد لمواردها،ألا أنه بعيداً عن السواحل، تمثل الإدارة المستدامة لمصايد الأسماك في أعماق البحار الدولية مهمة بالغة التعقيد.

وتقع مصايد الأسماك في أعماق البحار بالمناطق الخارجة عن الولاية الطبيعية للبلدان (ABNJs) خارج سيطرة أي دولة بعينها، وكثيراً ما تجري عمليات الصيد المغمورة في المحيطات تحت سطح المياه، في موائل قرب الهضاب البحرية. وهذه النظم الايكولوجية غالباً ما تكون حساسة شأنها شأن العديد من الأنواع في أعماق البحار نظراً إلى نضوجها وتكاثرها البطيئين، مما يجعلها أشد عرضة للصيد الجائر.

وفي تقدير الخبير جيريمي تيرنر، منسق “فاو” لعمليات المحيطات المشتركة ضمن برنامج مصايد الأسماك في أعماق البحار بالمناطق الخارجة عن الولاية الطبيعية للبلدان (ABNJs) – المدار على نحو مشترك بين منظمة “فاو” ومرفق البيئة العالمية (GEF) – فإن “ضمان الصونية الطويلة الأمد والاستخدام المستدام للموارد البحرية الحية في أعماق البحار إنما تتوقف أكثر من أي مجال من المجالات البحرية الأخرى على مدى استعداد البلدان والصيادين أنفسهم، إلى اعتماد استراتيجيات الإدارة المستدامة والمسؤولة”.

 

أضف تعليق