المغرب الأزرق
أضيف في 9 أكتوبر 2018 الساعة 03:22
في قطاع الصيد البحري أصبحت قيمة الاستثمارات مؤشرا مهما على مدى أهميته ، و في الدائرة البحرية للحسيمة أهم مؤشر على نجاح استراتيجية اليوتيس و استقرار مناخ الأعمال ،هو ارتفاع قيمة قوارب الصيد التقليدي الى ثلاثة أضعاف، حيث يصل سعر قارب الصيد التقليدي الى 30مليون سنتيما، بعدما كان يترنح السعر بين 09 و 10 ملايين سنتيما فقط قبل سنوات قليلة ، و هو ما يعكس نجاح السياسات القطاعية في الصيد البحري التي أطلقتها الوزارة الوصية في اطار استراتيجية اليوتيس ،و التي حظيت الحسيمة و ساكنتها بجزء منها ، بفضل العمل الجاد و المسؤول، الذي ساهمت فيه جميع الاطراف الشريكة،من ادارة و مهنيين و سلطات محلية .
حجم المفرغات و قيمتها، هي الآخرى مؤشرات تؤكد على أن ميناء الحسيمة يعيش فترة ربيعية من عمره بعد فترات خريفية طويلة اتسمت بالمقاومة للابقاء على جزء من نشاط يعتبر أهم مورد اقتصادي للاقليم ، حيث سجلت المفرغات سنة 2017 تفريغ 4671 طنا من المنتوجات البحرية، بقيمة 131831 مليون درهم ، مقابل 4576طنا ، بقيمة 86894 مليون درهم سنة 2016 ، أي بزيادة بنسبة 2% من حيث الحجم،و زيادة 52% من حيث القيمة،مقارنة مع سنة 2016.
والى حدود شهر شتنبر الماضي فقد عرف ميناء الحسيمة تفريغ ما مجموعة 803 طنا و222.50كلغ بقيمة بلغت17.506.089.50 درهما بزيادة في الحجم ناهز 100% و في القيمة ب94%، عن نفس الفترة من السنة الماضية.
ارتفاع المفرغات و معها الايرادات منح جرعة حيوية لاقتصاد الحسيمة ساكنة و جماعات محلية ،اذ تشكل نسبة الاقتطاعات من البيع التي تضخ في الصناديق الجماعية رصيدا مهما يعزز موارد الجماعات و يساهم في تمويل الاستثمار العمومي، في حين ستمكن ارادات الصناديق الاجتماعية للبحارة و المجهزين من التغطية الصحية و الاجتماعية.
مصادر مهنية أكدت أن مداخيل المهنيين خاصة الصيد التقليدي عرفت ارتفاعا غير مسبوق فاق 10.000درهما ، بفضل الرفع من حصص صيد اسماك التونة و ابوسيف، الموسمية التي تعزز نشاط الصيد و تغطي تكاليف الانتاج و المصاريف اليومية.
كما عرفت مداخيل قطاع الصيد الساحلي هي الاخرى انتعاشة بفضل انتعاشة المصايد و تداول المفرغت في سوق السمك للبيع بالجملة حيث تنامى الوعي بعرض المنتوج عبر مسالك التدوال القانونية ،ما ساهم بشكل كبير في الرفع من قيمته و تحقيق التنافسية، ينضاف اليها تراجع هجمات النيكرو،و تراجع الخسائر و المصاريف الجانية.
كما اشارت ذات المصادر الى ارتفاع في طلب مهنيي الصيد البحري و تجارة السمك بالناظور على الوجهة نحو ميناء الحسيمة الذي تحول الى نقطة جذب ، بالنظر الى الطفرة الاقتصادية التي يعرفها الميناء و أنشطة الصيد به ، ما حوّله الى عاصمة بحرية،أعادت له أمجاده التليدة، و جعله محط اهتمام لتجار السمك من مناطق أخرة لعرض منتوجاتهم و الاستفادة من عمليات التثمين.
ميناء الحسيمة و قبل ثلاث سنوات كان قاب قوسين أو أدنى من أن يتحول الى ميناء مهجور، دفعت بجهات الى التفكير في تحويل نشاطه من الصيد البحري الى ميناء ترفيهي، و معها تغيير ملامح المدينة التي قامت على الصيد البحري بمنشأة مينائية تعود الىى عشرينات القرن الماضي ،الا أنه و بفضل استراتيجية اليوتيس يؤكد المهنيون قبل فعاليات المنطقة على نجاعة المخططات القطاعية التي شملت جميع أصناف الصيد البحري و تربية الاحياء المائي،و جميع الشرائج و مجتمعات الصيد بالمنطقة،و البيئة البحرية.