المغرب الأزرق
أضيف في 30 غشت 2018 الساعة 02:31
على خلاف باقي غرف الصيد البحري بالمملكة، يمكن وصف عمل غرفة الصيد البحري المتوسطية بالغرفة الديبلوماسية، بالنظر الى طبيعة الملفات التي تعالجها و التي دوما ما تجد نفسها طرفا أساسيا، بالنظر الى الدائرة البحرية التي تديرها – جنوب غرب المتوسطي -، والتي تشترك مواردها البحرية مع دول أجنبية كاسبانيا و انجلترا و البرتغال، و منظمات دولية كاللجنة الدولية للمحافظة على التونيات في المحيط الأطلسي ICCAT، و في المؤتمر الوزاري حول التنمية المستدامة لمصايد الأسماك في البحر الأبيض المتوسط، واللجنة المشتركة المغربية الاسبانية في الصيد البحري.
و ما يترتب عن اي قرارات للاطراف المشتركة في البحر الابيض المتوسط و مصايده من تداعيات كارثية على المهنيين منها من منع الشباك المنجرفة العائمة، و اتفاقية حماية الثديات البحرية و منها الدلفين الاسود،و حماية التونيات، اضافة الى اتفاقية الصيد البحري بين المغرب و الاتحاد الاوربي.
حيث كان لغرفة الصيد البحري المتوسطية دور كبير في التفاوض لحماية مصالح المهنيين تكلل دوما بجبر ضرر المتضررين من منع الشباك المنجرفة، و أضرار المترتبة عن هجمات الدلفين الاسود،و التوقف عن نشاط الصيد…، مع حفظ حقوق الدولة و مصالحها في حماية الثروة السمكية و التوازن الايكولوجي، و حماية المصالح السيادية للمملكة في اطار الاتفاقيات الدولية كما هو الشأن بالنسبة لاتفاقية الصيد بين المغرب و الاتحاد الاوربي حيث يتقاسم الاسبان استغلال مصايد المنطقة الشمالية مع الصيادين المغاربة.
و تعد أحداث الحسيمة أو ما يعرف بحراك الريف، من الأحداث التي وجدت غرفة الصيد البحري نفسها طرفا محوريا فيه، ابرزت خلاله قوة قطاع الصيد البحري بالمنطقة المتوسطية، و تماسكه في مواجهة العاضفة ،عكس العديد من القطاعات التي طالها الزلزال السياسي، اذ مكنت سياسة وزارة الصيد البحري بتعاون مع غرفة الصيد البحري المتوسطية من التأسيس لأرضية صلبة منذ اطلاق استراتيجية اليوتيس لبناء مشاريع تعود بالنفع على مجتمعات الصيد البحري و المناطق الحاضنة لها.
و يعتبر ميناء الصيد البحري الجديد بطنجة و المرافق التابعة له، آخر المعالم السوسيو اقتصادية التي دشنها جلالة الملك و التي مكنت من حل اشكاليات عميقة كان يتخبط فيها مهنيو القطاع، ان على مستوى استقبال وحدات الصيد او تفريغ المصطادات و تخزينها و تسويقها و ما يرتبط كل ذلك من تموين و لوجيستيك و تأمين حفظا لصحة و سلامة المنتوج وفق منظومة تحترم شروط الاستغلال و الانتاج.
و قد لعبت غرفة الصيد في انجاح عملية النقل السلس لنشاط الصيد من الميناء القديم الى الميناء الجديد دورا المحوريا يحسب لها، تكلل بتسليم المخازن و حل اشكال الولوجيات و تنيظمها و حلحلة ملف مراكب الصيد بالخيط..الخ، رغم محاولات العديد من الاطراف افشال العملية التي تزامنت مع دعوات برحيل عزيز اخنوش.
نجاحات غرفة الصيد البحري المتوسطية في لعب الدور الديبلوماسي الموازي للادوار المهنية المنوطة بها، لم يكن ليتأتى لولا وجود يوسف بنجلون على راس الغرفة، حيث مكن هذا الاخير بفضل حنكته السياسية و هو المستشار بالبرلمان، و مهنيته ،و علاقاته الدولية المتشعبة باعتباره كأول مصدر للمنتوجات البحرية، من أن يؤسس لدور جديد للغرف المهنية متجاوزا الدور الكلاسيكي في معالجة الاشكالات المحلية و الجهوية لقطاع الصيد البحري بل العمل على جعل قطاع الصيد البحري المغربي علامة مميزة على الصعيد الدولي وورقة ديبلومسية ثمينة.