غرفة الصيد البحري المتوسطية- طنجة
انعقدت يوم الثلاثاء 26 شتنبر 2023، على الساعة الثالثة بعد الزوال، أشغال الجمعية العامة لغرفة الصيد البحري المتوسطية، في دورتها العادية الثالثة برسم سنة 2023، وذلك بمقر الغرفة بطنجة حضوريا وعن بعد. وقد ترأس أشغال الدورة السيد يوسف بنجلون رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية، وبحضور السادة أعضاء وأطر الغرفة، والسيد مندوب الصيد البحري بكل من طنجة والناظور، والمدير الجهوي للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بطنجة، المديرة الجهوية للمكتب الوطني للصيد، رئيس الكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي، كما حضر عن بعد السيد مدير مديرية الضرائب بالناظور.
وقد تضمن جدول أعمال الدورة للمناقشة النقط التالية:
1. المصادقة على محضر الدورة السابقــة.
2. مشكل الضرائب المطبقــة على قطاع الصيد البحري بطلب من مهنيي الناظـــور.
3. المطالبة بتحسين البنيـة التحتية لنقط التفريـــغ المجهزة والافراج عن إنجاز مشروع نقطة التفريــغ المجهـــزة بالسعيديـــة بطلـب من المهنييــن.
4. مناقشـة مشروع نص حــول رســم دعــم عمليــــات إنقــاذ الأرواح البشريــة في البحــر.
5. المصادقــة على إحداث ملحقــة لغرفــــة الصيد البحــري المتوسطيـــــة بمينـاء الحسيمـــة وتجهيــزهـــــا.
6. المصادقة على اتفاقية شراكة بين غرفـة الصيد البحري المتوسطية وجهـة طنجة تطـــوان الحسيمة وغرفة التجارة والصناعة والخدمات وغرفــة الصناعة التقليدية والغرفة الفلاحية بجهة طنجة تطوان الحسيمة من أجل إنشاء مكاتب للدعم والتوجيه لمواكبة تنزيل صندوق دعم المقاولات وجذب الاستثمار والإدماج في سوق الشغل بجهة طنجة تطوان الحسيمــة.
7. مشكــــل استغـــــلال الصدفيـــــات بالمنطقـــــة المتوسطيــــــة.
وبعد افتتاح أشغال الدورة، أمر السيد الرئيس السادة الحاضرين بالوقوف لقراءة الفاتحة ترحما على ضحايا زلزال الحوز، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويشفي الجرحى، كما نوه السيد الرئيس في الآن نفسه، بالمساعدات التي قدمها مهنيي قطاع الصيد البحري بالمنطقة المتوسطية لفائدة ضحايا هذا الزلزال.
وبعد المصادقة على محضر الدورة السابقة تمت مناقشة مشكل الضرائب المطبقــة على قطاع الصيد البحري وذلك بطلب من مهنيي الناظـــور، وفي هذا الإطار، تدخل السيد محمد بوستة المدير الاقليمي لإدارة الضرائب بالناظور الدريوش جرسيف، عن طريف فيديو كونفرنس، بعدما تعذر عليه الحضور، مؤكدا أن حضوره الدورة، يأتي في إطار تنمية قطاع الصيد البحري ومعالجة المشاكل المطروحة بالقطاع، وأعطى بعض التوضيحات حول تتبع المسطرة والإجراءات التي تقوم بها إدارة الضرائب بناء على مداخيل ومصاريف المهنيين والذي يفرض القيام بمسطرة معينة، حيث يتم القيام بعملية حسابية للمصاريف والمداخيل، والربح المتبقي تستخلص منه الضريبة، وفي حال لم يتم التصريح في وقته، يتم إرسال رسالة أولية، والثانية ثم تنبيه، مضيفا أن المديرية مستعدة للتدخل لمعالجة المشاكل المطروحة وأبوابها مفتوحة في وجه المهنيين للاستجابة لمطالبهم.
وبعد ذلك، تم الانتقال إلى مناقشة النقطة الثالثة من جدول أعمال الدورة والمتعلقة بتحسين البنيـة التحتية لنقط التفريـــغ المجهزة والافراج عن إنجاز مشروع نقطة التفريــغ المجهـــزة بالسعيديـــة، فقد أكد السادة الأعضاء، أن هناك مشكل قائم بذاته، ويتمثل الأمر في غياب مراكز تفريغ مجهزة بالعديد من نقط الصيد، ناهيك عن مشكل المحروقات، في ظل غياب محطة قارة، مما يفرض عليهم التنقل لمسافات بعيدة للحصول على المحروقات الموجهة للصيد.
وقد تدخل السادة الأعضاء كذلك، لإثارة نفس المشكل بميناء وادلاو، مؤكدين أن نقطة التفريغ المجهزة في إطار الشراكة الألفية الأمريكية المغربية، لا توجد بها أية مشاكل، حيث تم تجهيزها بشكل كامل، إلا أن هناك سوء التسيير لهذه النقط التفريغ وأن المراكز المحدثة من طرف قطاع الصيد البحري، كلها تعاني الأمرين، بسبب ضعف التجهيزات وسرعة اتلافها، وكذا بنياتها التحتية التي تعرف إهمالا مما يستدعي التدخل العاجل رغم الاقتطاعات التي يتم اقتطاعها من مبيعات مهنيي قطاع الصيد لصالح هذه النقط التفريغ ، مثيرين أيضا مشكل متعلق بإنتاج الثلج بهذه النقط التفريغ، حيث يعاني المهنيون طيلة الفترة الصيفية لتوفير هذه المادة الحيوية.
وبالنسبة لميناء سيدي احساين، فقد شدد المهنيون على وجود عدد من المشاكل التي يعاني منها المهنيون، طيلة فترات السنة، حيث يتم جر القوارب فقط باستعمال أدوات تقليدية، مما يخلق معاناة للمهنيين، وهو ما يقلص من وقت عملهم، ما تسبب في تذمر المهنيين، لهذا السبب اضطر المهنيين بالمنطقة للمطالبة بالتجهيز من طرف الوكالة الوطنية للموانئ.
ومن جهته تحدث السيد مندوب الصيد البحري بالناظور عن مشكل نقاط التفريغ، مؤكدا أن إنجاز هذه المشاريع يتم عبر مراحل، وأطراف متداخلة، ولا بد من التعاون جميعا، فلكل منطقة خصوصيتها، وبخصوص السعيدية أكد أن هناك مشكل الوعاء العقاري، مضيفا أنه سيتدخل لدى السيد عامل للبحث عن المشاكل المطروحة، وكذا مجلس الجهة الشرقية من جانب والوزارة الوصية من جانب آخر.
وبعد إثارة هذه القلاقل، تدخل السيد يوسف بنجلون رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية، مؤكدا أنه يجب تحسين وضعية نقط التفريغ المجهزة، وإيجاد حلول لتوفير مادة الثلج، مضيفا أنه سيتم مراسلة وزارة الصيد البحري، بناء على مخرجات سابقة لمحضر رسمي في هذا الإطار، وأنه لابد من إيجاد سياسة مستقبلية للبنيات التحتية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، وكما ألح السيد الرئيس على ضرورة ايجاد مقاربة شمولية لتطوير قطاع الصيد التقليدي، تقنين آليات ومعدات الصيد، طرق وتقنيات الصيد، العمل على تطبيق الراحة البيولوجية كحل مستدام.
وأضاف السيد الرئيس، أن الكل يآزر المهنيين لمواجهة هذه المشاكل، وأن الغرفة ستفعل ما بوسعها لإيصال أصواتهم للوزارة بغرض التدخل لتحسين وضعية قطاع الصيد التقليدي وظروف اشتغاله لمزاولة نشاطه في أحسن الظروف بالبحر الأبيض المتوسط.
وفي هذا الإطار كذلك، تحدث السيد الرئيس عن مشكل التواصل مع إدارة الصيد البحري، منذ تعيين الوزير الحالي السيد محمد صديقي، مضيفا أن الوزير السابق رئيس الحكومة حاليا السيد عزيز أخنوش، كان يستجيب لكل متطلبات المهنيين، وأحيانا يستقبل المهنيين بداخل منزله، غير أنه في الوقت الراهن أصبحت الوزارة الوصية لا تستجيب لمطالب المهنيين وهو ما أجمع عليه المهنيين، الذين طالبوا بمراسلة رئيس الحكومة للعمل على فصل وزارة الصيد البحري، عن الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات، لوجود محيط شاسع ومشاكل متفاقمة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، وبقية الموانئ، كما أن وزارة الصيد البحري تتصرف في رقم معاملات يصل لحدود 31 مليار درهم، أي مايفوت ميزانية دولة افريقية لوحدها، كما أن تجارب لدول قامت بتخصيص وزارة أو كتابة عامة للقطاع نجحت في تجاوز المشاكل الموجودة. وشدد السيد الرئيس أن الوزارة فيها خلل في التسيير فكل المناديب غير قادرين على الاشتغال، مما يجعلنا لن نصمت مستقبلا، والمهنيون بحاجة مع من يشتغلون في الآفق، في ظل غياب قرارات واضحة، فالقرار السياسي غائب في المشهد البحري، وهو يؤثر ما على ديناميته خاصة وأن صاحب الجلالة دعا مرارا في كل خطاباته للجهوية الموسعة.
وفي كلمته بالمناسبة ذهب السيد كمال بنونة عضو الغرفة في تدخله عن بعد بعدما تعذر عليه الحضور لظروف صحية، (ذهب) إلى نفس المنحى، حيث قال أن هناك مشكل الهيكلة على مستوى الوزارة، ولابد من إيجاد حل للمشاكل العالقة، فالمشاكل القائمة بالوزارة تجعل المشاكل المحلية غير قابلة للحل، مطالبا بضرورة إيجاد الحل لهذا النقطة، سواء بإحداث كتابة خاصة أو وزارة جديدة، أو استقلالية حتى تتفرغ للقطاع ومشاكله المتفاقمة، ملحا على مراسلة السيد رئيس الحكومة.
وفي كلمته بالمناسبة، نوه السيد عبد الكريم فوطاط رئيس الكونفدرالية المغربية للصيد الساحلي، بالعلاقة المتينة بين الكونفدرالية ومهنيي الغرفة المتوسطية، مؤكدا أنه سعيد بحضوره هذه الدورة، وهذا يدل على التعاطف الكبير من طرف المهنيين، مشددا على أن هذا شرف للكنفدرالية التي تمثل اليوم أكبر التمثيليات البحرية بالقطاع ، مضيفا أنه سجل كل النقاط المرتبطة ببعض المقترحات في أفق الترافع من أجلها في ظل كون جميع الجمعيات المهنية منضوية تحت لواء الكنفدرالية بعموم الموانئ الأطلسية المتوسطية والشمالية الشرقية.
وبخصوص نقطة الصدفيات، فقد أكد السيد المدير الجهوي للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، أنه سيتم تنظيم يوم دراسي بالمعهد، واستدعاء كافة المهنيين للإحاطة علما بهذه النقطة وكل المشاكل القائمة في أفق إيجاد حلول لها.
وفي الختام تم تلاوة برقية الولاء مرفوعة إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.