غرفة الصيد البحري المتوسطية- طنجة
في إطار اللقاء العلمي المشترك بين مهنيي الصيد المغاربة والإسبان، بخصوص مصيدة سمك البوراسي أو “الزريقة الوردية”، انعقد أمس الثلاثاء 24 أكتوبر 2023 بمقر غرفة الصيد البحري المتوسطية، اللقاء الثاني الخاص بتقييم وعرض نتائج اليوم الأول، وذلك بحضور السادة أعضاء وأطر غرفة الصيد البحري المتوسطية، ممثلي وزارة الصيد البحري بالمغرب وإسبانيا، المدير الجهوي للمعهد الوطني للبحث في الصيد وأطر المعهد، وكذا المعهد العلمي الإسباني وأطره، المديرة الجهوية للمكتب الوطني للصيد، الوفد الإسباني، رؤساء جمعيات وتعاونيات في القطاع.
وخلال هذا الاجتماع الذي جاء في إطار استراتيجية الغرفة المتوسطية منذ تولي السيد الرئيس يوسف بنجلون رئاسة الغرفة، والمتمثلة في الحفاظ على الثروة السمكية في الجهة المتوسطية وعلى انواع الأسماك ذات القيمة التجارية العالية، بحكم أنها مصدر رزق لكثير من البحارة في الجهة الشمالية منها على الخصوص سمك البوراسي.
واستعرض المهنيون مختلف النقاط المتعلقة بهذا الموضوع، فضلا عن عروض حول أهم الملاحظات والمقترحات والتوصيات المنبثقة عن اليوم الأول من هذا اللقاء العلمي الذي انعقد بمقر المركز الوطني للبحث في الصيد بطنجة، الإثنين 23 أكتوبر 2023، حيث اتفق البحارة بناء على توصياتهم على ضرورة منح راحة بيولوجية لهذا النوع من السمك، وكذا ضرورة العمل على منح كوطا إضافية لمهنيي المتوسطي، بخصوص التونة الحمراء بعدما تبين أنها السبب الرئيسي في تقلص مخزون “البوراسي”، حيث يتغذى عليه التون الأحمر، وهناك تأثير على المخزون من حيث التغيرات المناخية، و التلوث والشباك العالقة، وكذا الصيد الترفيهي الذي يجب دراسته أكثر بحكم غياب معلومات أكثر دقة بالمغرب.
وخلال هذا الملتقى العلمي المهني الإداري وخلال النقاش المستفاض الذي عرفه اليوم الأول والثاني اتضح ان ليس المهنيين والبحارة من يمارسون الصيد الجائر الذي من شأنه القضاء على مصيدة البوراسي بل هناك أخطر من ذلك ومن يهدد مصيدة البوراسي هو تكاثر التون الأحمر في منطقة جبل طارق حيث أن هذا النوع من السمك يتغذى خاصة منها صغار التون الأحمر على سمك البوراسي.
وفي هذا الإطار تدخل احد الباحثين والمتخصصين في التون الأحمر واستمرار تواجده بالمنطقة طول السنة، صرح بأن هذا الأخير أي التون يتغدى على القمرون الأحمر crevettes royales أي مثله مثل سمك البوراسي الذي هو الآخر يتغذى من القمرون الأحمر ولهذا فهو يحارب بشراسة شريكه في الأكل، مما سبب هروب سمك البوراسي إلى مناطق أخرى وهنا تتضح مدى خطورة التون الأحمر في المنطقة على الثروة السمكية.
وللإشارة فقد كانت غرفة الصيد البحري المتوسطية قد راسلت منظمة ICCAT تشرح فيها مدى خطورة تكاثر التون الأحمر في المنطقة المتوسطية حيث أصبح لا يغادرها طيلة السنة مما يهدد الثروة السمكية والقوت اليومي لمئات البحارة وأسرهم، وكانت الغرفة قد طالبت بضرورة مجيء الهيئة العلمية التابعة ل ICCAT إلى الجهة الشمالية للوقوف على مدى خطورة تكاثر التون الأحمر في المنطقة وكان طلبا ملحا.
وبعد الاستماع لكافة المتدخلين، تمت الدعوة إلى ضرورة اتخاذ قرارات من شأنها أن تكون أكثر جرأة وبالتالي المساهمة في الحفاظ على هذا النوع من السمك المهم وذي القيمة العالية جدا، سيما في ظل تراجع مهول لمخزون هذا النوع من السمك، بناء على التجارب العلمية وتقارير المكتب الوطني للصيد في الموانئ والأسواق.
فيما يخص المخرجات التي ينبغي أن تطبق في أقرب الآجال وعلى أبعد تقدير في سنة 2024 فتشمل:
1 -نقل الحجم التجاري إلى 33 سنتمرا عوض 30 المطبقة حاليا في المملكة المغربية مع 15 في المئة نسبة المسامحة.
2 – تطبيق راحة بيولوجية من 15 يناير ، إلى غاية 15 مارس .
وأكد المهنيون، أن هذه النقاط ينبغي السهر على خروجها إلى حيز التنفيذ في أقرب وقت وعلى السلطات الحكومية الإسراع في اصدار القوانين في هذا الخصوص، والنقاط المتفق بشأنها كأرضية للحفاظ على سمك البوراسي مستقبلا ، في وقت توجد اشكاليات وعلى الخصوص اجتماعية تتطلب مزيد من الدراسة حتى يتم التمكن من تطبيقها مستقبلا.