غرفة الصيد البحري المتوسطية- طنجة
قام السيد حميد السرغيني عضو غرفة الصيد البحري المتوسطية، بتطوير نموذج أولي لحماية شباك السردين من هجمات الدلافين السوداء باستخدام الفقاعات الهوائية، وهي فكرة اقترحها السيد حميد السرغيني، عضو الغرفة، حيث أن هذه الفكرة تسلط الضوء على مشكلة بيئية وتقنية معقدة، وتعتمد على تقنيات مبتكرة للحد من الأضرار التي تسببها هجمات الدلافين على الصيد، واستعان بتقنيات الذكاء الاصطناعي للقيام بهذا الأمر وهو مايعد سابقة بقطاع الصيد البحري بالمملكة.
الدلافين السوداء، تعتبر كائنات بحرية ذكية تتغذى بشكل أساسي على الأسماك الصغيرة مثل السردين. هذه الدلافين تشكل تحديًا حقيقيًا للمهنيين، إذ تهاجم شباك السردين خلال عمليات الصيد، مما يؤدي إلى تمزيق الشباك وإلحاق خسائر كبيرة. نتيجة لذلك، يتكبد المهنيين خسائر مادية بسبب تلف الشباك وضياع كميات كبيرة من الأسماك التي كانت تُعتبر جزءًا من صيدهم اليومي.
الحل الذي اقترحه السيد حميد السرغيني يعتمد على استخدام الفقاعات الهوائية كحاجز طبيعي للدفاع عن الشباك. التقنية تعمل على إنشاء ستارة من الفقاعات تحت الماء باستخدام أنابيب مثقبة تُثبّت على طول الشباك، وتُطلق تيارًا من الهواء لتشكيل حاجز بصري وصوتي.
الفقاعات التي تنتجها هذه الأنابيب تُصدر ضجيجًا لا ترتاح له الدلافين، مما يجعلها تتجنب الاقتراب من المنطقة المحيطة بالشباك. بالإضافة إلى ذلك، تشكل الفقاعات حاجزًا بصريًا تحت الماء، مما يدفع الدلافين إلى الاعتقاد بأن المنطقة صعبة العبور أو غير آمنة.
آلية تشغيل النظام بسيطة وفعّالة، حيث يتم توصيل الأنابيب المثقبة بمضخات هواء تعمل بالطاقة الكهربائية أو الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، التي تُستخدم على متن سفن الصيد. يُشغّل النظام خلال عمليات الصيد في المناطق التي تشهد تواجدًا كبيرًا للدلافين، مما يساعد على حماية الشباك ويقلل من خسائر الأسماك.
إضافة إلى أنها حل فعّال من حيث التكلفة، تُعتبر هذه التقنية صديقة للبيئة، إذ لا تؤثر سلبًا على الكائنات البحرية الأخرى، بعكس بعض الوسائل التقليدية التي قد تضر بالبيئة البحرية، مثل الشباك المزدوجة أو الأدوات الصوتية القوية. ومن خلال حماية الشباك وتقليل الأضرار، يمكن للمهنيين تحقيق صيد أفضل دون تكبد تكاليف إصلاح الشباك أو خسارة كميات كبيرة من الأسماك.
هذا، وتمثل تقنية الفقاعات الهوائية توازنًا ذكيًا بين الحفاظ على البيئة البحرية ودعم قطاع الصيد، مما يجعلها حلا واعدا في مجال الصيد المستدام.
وتتطلب هذه الفكرة، المزيد من الدراسات والتجارب الميدانية لضمان فعاليتها بشكل كامل، ويمكن أن تشكل نموذجًا للتعاون بين المهنيين وخبراء البيئة من أجل تطوير حلول تحمي الموارد البحرية وتحافظ على مصالح البحارة المهنيين في نفس الوقت.