
البحر24
حل يوسف بنجلون، المستشار البرلماني ورئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية السابق وعضوها الحالي، ليلة الأربعاء 19 مارس 2025، ضيفًا في أمسية رمضانية نظمتها مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والاجتماعي، بحضور واسع لفعاليات مدنية وهيئات بمدينة طنجة وبرلمانيين وصحفيين وغيرهم، إلى جانب مهنيي الصيد البحري في المنطقة المتوسطية.
تحول هذا اللقاء إلى منصة للصراحة، حيث فتح بنجلون قلبه لأول مرة للحديث عن مسيرته المهنية في قطاع الصيد البحري، ثم انتقاله إلى الحياة السياسية، بالإضافة إلى مساره التعليمي بالخارج، الذي اعتبره دفعة قوية لدخوله مجال الصيد البحري.

استمع الحاضرون بإمعان إلى حديث بنجلون عن مسيرته، والتي وصفها أحد المتدخلين بكونها مسيرة “رجل عوام”. عبّر عن ارتباطه الكبير بمدينة طنجة منذ التحاقه بقطاع الصيد البحري، الذي بدأه كهواية، حيث كان يصطاد عشر سمكات في ساعة واحدة عندما كانت الوفرة في المنطقة المتوسطية أكبر.

كشف بنجلون عن إحدى اللحظات العصيبة التي مر بها سنة 1989، عندما وجد نفسه محاصرًا وسط البحر بسبب علو الموج والتقلبات الجوية المفاجئة، إلى درجة أنه تم الإعداد لجنازة البحارة الذين كانوا في عداد المفقودين حينها.
لكن القدر كتب له النجاة ليحكي هذه القصة أمام الحاضرين، في أمسية تحولت إلى ما يشبه جلسة عائلية، يروي فيها الأب لأبنائه مسارًا مليئًا بالتحديات والإخفاقات والنجاحات.

تطرق بنجلون أيضًا إلى الفهم المغلوط بشأن المنتوجات البحرية وغلاء الأسعار، مشيرًا إلى أن بعض الأسماك، خاصة السردين، ينبغي أن تكون في متناول المواطنين من خلال تقليل المضاربة عليها. وحين سأله المحاور عن الجدل الذي أثير حول ما يعرف بـ”سردين مراكش”، وصف الأمر بكونه مجرد فقاعة سرعان ما انطفأت، مؤكدًا أن الواقع يعكس تناقص الثروات السمكية بسبب التلوث، التغيرات المناخية، وكثرة الطلب.

تحدث بنجلون عن التحديات التي تواجه المنطقة المتوسطية، مشيرًا إلى تراجع أعداد مراكب الصيد البحري بميناء الحسيمة إلى ثلاثة فقط، بعد أن هجرت مراكب عديدة إلى موانئ أخرى بسبب تحديات النيكروس وغيرها من الصعوبات.

استعرض أيضًا الأشواط التي قطعها قطاع الصيد البحري، انطلاقًا من استراتيجية أليوتيس والبرامج المختلفة، إضافة إلى العناية الملكية الخاصة بهذا المجال.

كما تطرق إلى مسيرته السياسية بمدينة طنجة، بدءًا من عضويته بمجلس المستشارين، ثم رئاسته لمقاطعة طنجة المدينة، وصولًا إلى رئاسة غرفة الصيد البحري المتوسطية، التي أكد أنها تسير بخطى ثابتة وفق رؤية مشتركة مع جيل جديد تربى بين يديه.

في ختام الأمسية، تم تكريم بنجلون عبر تقديم هدايا وشهادات وصور مرسومة له، وكانت المفاجأة الكبرى عندما تم عرض شريط مصور لابنته، التي تتابع دراستها خارج الوطن، تعبر فيه عن فخرها به.

اختلطت المشاعر بين الشوق والحنين، لتُختتم الأمسية بلحظات مؤثرة أضفت عليها طابعًا إنسانيًا عميقًا.
